"جزيرة فرعون وقلعة صلاح الدين"
ما هي أسرارها و اصولها؟ , بداية من قلعة صلاح الدين وحتي الانشطة المتوفرة بها
تقع قلعة صلاح الدين في "جزيرة فرعون" عند رأس خليج العقبة بحوالي 10كيلومترات من ميناء العقبة. ومن جنوبها توجد طابا بحوالي 8كيلومترات.
والذي يميز هذه الجزيرة هو طبيعتها المرجانية الاستوائية, التي جعلتها منطقة الغوص الثانية في سيناء بعد رأس محمد
ومن هنا اكتسبت "جزيرة فرعون" عدة أسماء اخرى مثل جزيرة المرجان وجزيرة جراي بالاضافة الي إطلاق اهل سيناء عليها اسم جزيرة القلعة - القليعة - القريّة, وتبلغ مساحتها حوالي 350م طوليا و170م عرضيا
رجوعا بالزمن إلي ديسمبر 1170ميلاديا/ 567 هـجريا سنجد ان صلاح الدين اعاد انشاء القلعة والتي كانت تستخدم فى العصور الفرعونية القديمة كموقع لتخزين السلع التجارية والأسلحة، فقد أدرك أهمية موقع الجزيرة الإستراتيجي بعد مروره عليها أثناء حملته على الشام فأنشأ عليها قلعته الشهيرة:
~لأغراض حربية تحصن بها الجانب الشرقي من مصر.
~بالاضافة الي تأمين الطرق الشرقية للتجارة والحج عبر سيناء.
فبنيت القلعة من الحجر الناري الجرانيتي المأخوذ من محجر القلعة المتواجد حاليًا بوسط التحصين الشمالي. علي تلين كبيرين شمالا وجنوبا بينهما سهل أوسط, كما حفرت خزانات مياه داخل الصخر فتوفرت لها كل وسائل الحماية والذي يعتبر تحصين قائم بذاته علي الجزيرة وقادر علي صد اي حصار... فكانت محاطة بالاسوار وبها العديد من المنشأت الدفاعية وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه. فكان للقلعة دور مهم فى صد غارات الصليبيين فى عام 1182 ميلادية، فضلًا عن التمهيد لموقعة حطين واسترداد القدس.. اما عن اول احتلال لها فكان فعهد رمسيس الثالث وده سبب تسميتها ب"جزيرة فرعون"!..
كما يوجد مسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان عثر على اللوحة التأسيسية للمسجد محفورا عليها اسم المنشئ ووجد فالقلعة مصلى مكشوفا.
ولكن أهم ما يميزها هو وجود الابراج والتي بتسلقها تستطيع بكل وضوح رؤية حدود 4 دول مختلفة فموقعها يعتبر نقطة تلاقي بين مصر والاردن وفلسطين المحتلة والمملكة العربية السعودية..
بالاضافة الي انها تضم منشئات بيزنطية تشمل فنار فوق التل الجنوبي أنشأهاالإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادى لإرشاد السفن التجارية في خليج العقبة لخدمة التجارة البيزنطية عن طريق أيلة.
كما تضم كنيسة بالسهل الأوسط كشفت عنها حفائر منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية موسم حفائر 1988 – 1989 ولم تمس بسوء من القائد صلاح الدين حين إنشاء قلعته وعثر بها على لوحات بها كتابات يونانية.
وختاما أصدرت هيئة الآثار المصرية كتابًا عن تاريخ القلعة وعناصرها المعمارية عام 1986 كان ضمن الوثائق التاريخية التي أكدت حق مصر في طابا كما كشفت عن أهم الآثار التي أكدت تاريخ بناء القلعة في العصر الأيوبي ومنها لوحتين تأسيسيتين، لوحة إنشاء فرن لتصنيع الأسلحة داخل القلعة ولوحة إنشاء تحصينات وسور دفاعي, لتشكيك البعض في ان من بناها الصليبيون ولكن طبقا للدلائل فكان صلاح الدين هو من اعاد انشائها.
وتم تجديد شبكة الإضاءة بالقلعة مؤخرًا فتظهر القلعة لروادها في ثوب جديد كتاج ملكي يزين رأس خليج العقبة يرفرف عليه علم مصر. ولروعة الجزيرة وما تحمله من آثار وقيمة تراثية كبيرة، تم ضمها على قائمة التراث العالمى بمنظمة "اليونسكو" في يوليو 2007.
__________________________________________________________________________________
كاتب المقال: روان مصطفى محمد
اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد
0 الرد على " "جزيرة فرعون وقلعة صلاح الدين""
إرسال تعليق